• مليفا ماريك(شريكة اينشتاين)


    وُلدت ميلفا في 19 ديسمبر 1875، حيث تَنتمي إلى عائِلة ثرية في تيتيل في "الملكية" النمساوية-المجرية (اليَوم صربيا) ، وبعد ولادتها أنهى والدُها حياتَه العسكرية وتولى وظيفة في المحكمة في روما، وفي وقت لاحق في زغرب.
    كانت ابنة وزير التعليم الصربي والذي ألحقها بالتعليم في العام الثاني للسماح للبنات بدخول المدراس في صربيا ليسمح لها بعد ذلك بحضور دروس الفيزياء والتي كانت حكراً على الذكور، وتكمل الدراسة بالمدرسة الثانوية في زيورخ العام ١٨٩٤ قبل أن تنتقل للدراسة بقسم الفيزياء الرياضية بالمعهد السويسري الاتحادي للتكنولوجيا في مدينة زيورخ، مع أربعة طلاب آخرين هم ألبرت أينشاتين ولويس كولروس ويعقوب إيهرات ومارسيل جروسمان، وذلك عام ١٨٩٦.
    تقع الفتاة الشابة في حب الطالب المتفوق وتحصل على درجات متشابهة معه إلا أنها تتفوق عليه في الامتحانات النظريةفكانت نتيجة ميلفا ٤.٧ بينما ألبرت٤.٦، عدا الفيزياء التطبيقية التي حصلت فيها ميلفا على الدرجة النهائية ٥ بينما حصل ألبرت على ١ فقط.
    برعت ميلفا في الاختبارات التجريبية على عكس ألبرت، ولكن في الاختبار الشفهي، أعطى البروفيسور مينكووسكي ١١ درجة من أصل ١٢ درجة للطلاب الذكور، بينما حصلت ميلفا على ٥ درجات فقط .
    اضطهدها الأستاذ بل  لانها فتاة واستمر في ذلك لدرجة أنها رسبت في مادته الشفهية للعام الثاني على التوالي ولم تكمل دراسته.
    في عام 1901 توقفت مسيرتها في العمل الأكاديمي لأنها كانت حاملا من آينشتاين. ،وبعد مرور ثلاثة شهور على حملها تقدمت لاجتياز امتحان الدبلوم ولكنها فشلت للمرة الثانية دون تحسين معدله ا.
     وأوقفت العمل في أطروحة الدبلوم في بلدها التي كانت تأمل أن تتطور لتصبح أطروحة دكتوراه تحت إشراف أستاذ الفيزياء ويبر هاينريش .


    ذهبت إلى نوفي ساد وهو المَكان الذي وَلدت ابنتها فيه في عام 1902، ربما في كانون الثاني/يناير. أُشير إلى الفتاة في المراسلات بين الزوجين باسم "جوني" قبل ولادتها و"ليسيرل" بعد ولادتها. لكن مصير الفتاة غير معروف يقال: أنها قد توفيت في أواخر صيف عام 1903 من الحمى القرمزية، أو تم إعطائها للتبني .
    يرفض الأهل الزواج لكنهما يبقيان سوياً بعد أن جمعهما الحب ويعمل أينشتاين لمدة ٨ ساعات يومياً قبل أن يعود للبيت ليستكمل أبحاثه مع ميلفا – حسب الرسائل المتبادلة بينهم عند سفره والتي يعترف فيها بأنها ساعدته في كل أبحاثه .

    وفي ١٣ ديسمبر عام ١٩٠٠، قدما المقال الأول عن الجاذبية، مذيلاً بتوقيع ألبرت وحده، ومع ذلك، كان كل منهما يشير إلى المقال في خطاباتهما على أنه عملهما المشترك ، كما كتبت ميلفا إلى هيلين في ٢٠ ديسمبر عام ١٩٠٠ تقول لها “سنرسل نسخة إلى بولتزمان لنرى رأيه ونأمل بأن يجيبنا”، بالمثل، كتب ألبرت لميلفا في ٤ أبريل عام ١٩٠١  قائلاً إن صديقه مايكل بيسو “قد زار عمه البروفيسور جينج، وهو من أكثر علماء الفيزياء تأثيراً في إيطاليا، من أجلي وأعطاه نسخة من مقالنا”.
    كان العمل مشتركاً وكان يفخران بما فعلا سوياً كان الحب قائماً فكان العرفان باقياً، وتقول رادميلا ميلانتيافيتش أستاذة التاريخ السابقة في كلية سيتي بنيويورك والتي أصدرت في عام ٢٠١٥ السيرة الذاتية الأشمل عن ميلفا، إنه ربما رغبت ميلفا في مساعدة زوجها ليصنع اسماً لنفسه ويعثر على وظيفة حتى يتزوجا.
    ميلفا التي قال عن مجهودها ألبرت أينشتاين قائلاً “كم سأكون فخوراً وسعيداً حينما يصير عملنا عن الحركة النسبية استنتاجاً ظافراً” .

    وحتى عام ١٩١١ استمر ألبرت في إرسال بطاقات عاطفية لزوجته ميلفا. ولكن تغير الحال في العام التالي حينما نشأت علاقة بينه وبين ابنة عمه إيلسا لوينثال أثناء زيارته للعائلة التي انتقلت إلى برلين، واستمرا في علاقة سرية حوالي عامين معها، بينما استمرت ميلفا في كتابة الأبحاث ومراجعتها ومحاولة حل المعادلات وتبادلها مع زوجها الذي يكتفي بوضع اسمه عليها دون الإشارة لمساهمتها حتى ولو كانت متواضعة.
    ليحدث بعد ذلك الطلاق عام ١٩١٩، وافقت على الطلاق مع اتفاق بأنه في حال حصول ألبرت على جائزة نوبل، سيكون المبلغ المالي ملكاً لها، وبعد الطلاق اشترت بنايتين وعاشت على الكفاف من دخله، وتردد ابنها إدوارد على المصحات، ثم أصيب بالشيزوفرينيا وفي النهاية أُودع إحدى المصحات.
    ونتيجة لتلك المصروفات العلاجية على ابنها، عانت ميلفا مادياً طوال حياتها، وخسرت البنايتين، وعاشت على المال الذي يأتيها من الدروس الخصوصية وعلى المعونة التي يرسلها ألبرت بغير انتظام.
    وحتى أموال الجائزة رفض أن ينفذ اتفاقهما فيه وسخر من تهديداتها بكشف سره الذي كشفته صديقات عمرها ونشرن الرسائل الخاصة بينهم وبينها وبينها وبين طليقها الشهير.
    ماتت ميلفا ماريك في حالة عوز شديد بعد أن بذلت مجهوداً علمياً جباراً في خدمة رجل حاذ على كل الفضل لنفسه وخانها ورفض أن يعطيها حقها.


    المصادر :



    مليفا ماريك(شريكة اينشتاين) مليفا ماريك(شريكة اينشتاين) Reviewed by Unknown on 10:00 ص Rating: 5

    ليست هناك تعليقات: