جامع الزيتونة هو اول جامعة وجامع في
الالم الاسلامي بمدينة تونس. يعد ثاني الجوامع التي بنيت في "أفريقية"
بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان. يرجح المؤرخون أن من أمر ببنائه هو حسان بن
النعمان عام 79 هـ وقام عبيد الله بن الحباب بإتمام عمارته في 116 هـ736م.
بني الجامع على أنقاض كنيسة
مسيحية، وكان يلعب دو راهاما في الدفاع يتجسد من خلال وجود برجين في الزاويتين
الشمالية- الشرقية والجنوبية-الشرقية كما هو الحال في جامع المهدية. تنفتح الواجهة
الرئيسية بعدة أبواب تؤدي إلى داخل الصحن المبلط الذي تحيط به أربعة أروقة (أضيفت
خلال القرن 10م)، أو إلى وسط قاعة الصلاة.
يحمل تصميم المسجد وطرازه تأثيرات
جامعي القيروان وقرطبة. يصل التشابه بين
جامعي الزيتونة والقيروان حد الاعتقاد بمشاركة نفس المهندس في أشغال التصميم
والبناء.
تخرّج من الزيتونة طوال مسيرتها
آلاف العلماء والمصلحين الذين عملوا على إصلاح أمّة الإسلام والنهوض بها أي ان جامع الزيتونة كان
منارة للعلم تشع العلماء أمثال ابن خلدون ومحمد بن عرفة التونسي.
الترميمات:
على امتداد تاريخ الجامعِ شهد
العديدَ من عملياتِ التّرميم من قِبَل مُعظم السُّلالات التي حكمت البلاد
التونسيّة باعتبارِه إرثاً تاريخياً مُهماً ؛في عام 900ه تم انشاء قبة من
قبل المنصور بن زيري,ثم في عام1250 وضع الحفصي بن المستنصر بالله العديد من
الخزانات المائية, و في عام 1316 تم ترميم زخارف الجامع وركائزه وفي عام 1450 زود
بمكتبة ذات طراز تركي.
اما عام 1637 شيد رواق في الجهة الشرقية في
عام 1894 تمَّ بناءُ منارةً ذات طرازٍ مُرابطيٍّ بواسطة المهندسَين المعماريَّين
سليمان بن نيقرو وطاهر الطابر، وشهد الجامع بعد استقلال البلاد يوم 20 مارس عام
1956 م عملياتِ ترميمٍ شاملةٍ وكبيرةٍ.
قول عنه السّراج في كتابه
"الحلل السندسية" : "جامع الزيتونة مسجد اذا بدا لك تبلّج نوره
اللامع أيقنت أنه الجامع المفرد والمفرد الجامع... ما سرح ناظر المؤمن في أثنائه
الا امتلأ علما من بادرات ثنائه يحاكي بجماله أجمل عروس صيغ لها من معادن الطروس
قائد حلق الدروس ، لا عيب فيه غير أنه غدا بين أقرانه بمرتبة الصدر واختص بأن يشرح
لوارديه الصدر فما ضاق صدر مهموم ودخله إلاّ انفرج وانفتحت له بلطيف عنايته أبواب
الفرج".
و ذكر العالم الطرابلسي محمد بن
مصطفى الأزهري إثر زيارته الى تونس وقد أورده ابن دينار في كتابه
"المؤنس" : "لو سئلت عن ثلاث لأجبت بلا ولو قطع رأسي لو قيل لي هل
رأيت أسرّ من جامع الزيتونة لقلت لا وهل رأيت أصلح من الشيخ ابراهيم اللقاني لقلت
لا وهل رأيت أكرم من حمودة باشا المرادي لقلت لا".
المصادر :
جامــع الزيتونــة
Reviewed by Unknown
on
10:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: